السبت، 23 فبراير 2013






المفاهيم الاساسية للنظرية 







1-الجشطالت :


الكلمة الألمانية و معناها الكل المترابط الاجزاء بانتظام وإتقان أو هو كل متكامل كل جزء فيه له مكانة ودوره ووظيفته التي تتطلبها طبيعة الكل . والجشطالت ليس معناه المجموع . مثال : لو نظرنا الى السيارة وجدنا انها تتكون من عدة اجزاء مثل العجلات والمقود والبطاريه والماكينة وغيرها وكل جزء يؤدي وضيفة معينة وهذه الاجزاء تتكون مع بعض لتكون السياره ككل متكامل .

2-الاستبصار : (التآمل :

وهو الإدراك العقلي المباشر للعلاقات بين أجزاء الموقف وفهم طريقة عمله وكيفية الوصول إلى الحل المناسب له . وكلما كان الإدراك واضحاً، كان الاستبصار للمواقف فعالً ويمكن الفرد من حل مشكلاته.
مثال : إذا واجهت طالبة مشكلة ما عليها بأن تكون واعية ومدركة لخطورة المشكلة وبالتالي إذا ادركت المشكلة سوف تكون لها القدرة على ايجاد حلول مناسبة لها
. مثل : تجربة القرد حين استطاع ان يربط بين الصندوق الموجود في الحظيرة والموز واستخدمة كوسيله للوصول الى الموز .

3-الفهم :

الاستبصار هو تحقيق الفهم الكامل للأشياء ويكون التعلم قد تم حصوله إذا كان هناك استبصار . والفهم هو هدف التعلم عند أصحاب الجشطالت . الكلب استطاع ان يفهم ان الصندوق يمكن ان يكون وسيلة للحصول على الموز .




4- التنظيم                                          

تنظيم الجشطالت أي انه جشطالت تم تنظيمه بطريقة خاصة ومميزة وفهم تلك البنية يعني فهم طريقة تنظيمه وقد كان تكوين مبادئ التنظيم الجشطالتيه للإدراك إسهاما رئيسيا لهذه المدرسة وقد انتقلت المبادئ مباشرة إلى سيكولوجية التعلم  مثل الكلب حين نظم الصناديق بطريقة تسهل له الوصول الى الموز .

5-إعادة التنظيم:

إذا استطاعت الكائنات الحية إدراك وفهم كل موقف جديد بصورة مباشرة وصحيحة وبدون أي صعوبات فمعنى هذا انه لا توجد حاجات للتعلم. ولكن الكثير من المشكلات تتم بصورة يصعب حلها إذا ما واجهناها لأول مرة بسبب غموض معناها ولا يصبح الحل ممكنا إلا إذا أمكن التعرف بوضوح على الملامح الرئيسية للمشكلة. وظهرت بعض الدلائل التي تجعل من الحل امرا ممكنا وهكذا فان التعلم  غالبا ما ينطوي على تفسير ادراكنا الأول للموقف المشكل وإعادة تنظيم  الإدراك حتى نحقق النجاح .

6- المعنى:

إن التعلم الحقيقي لا يتطلب إقامة ارتباطات تحكمية بين العناصر غير المترابطة بل إن السياق التعليمي لا يتطلب إقامة المعنى بل يطوي على الانتقال من موقف تكون فيه الأشياء لا معنى لها إلى موقف تكون فيه العلاقات بين الأجزاء مفهومه وذات معنى فخاصية المعنى وليس الارتباط الأعمى هو الذي يمثل السمة المميزة للتعلم الحقيقي  . مثل : لو عرضت على طالبات المرحلة الابتدائية اشكال هندسيه وفواكه فسوف يقومون بالربط بينها عشوائياً  . ومن الصعب ان تربطي بين عناصر غير مترابطه . مثال : مثل لو رسمت للطالبات مثلث بضلعين ولم ارسم الثالث فهذا لايعد له معنى .

7-الانتقال:                            



ويعني انتقال الاستبصار الذي تم الحصول عليه إلى مواقف أخرى تشبه في بنيتها الموقف الأول ولكنها لا تختلف عنه إلا في التفاصيل السطحية فالتعلم الأعمى القائم على الارتباط من غير المحتمل إن يكون قابلا للتعميم إلى المواقف الأخرى ذات الصلة أو إلى المشكلات المشابهة  والاستبصار الحقيقي هو الذي ينتقل إلى المجالات المرتبطة . مثل الطالبة التي تتعلم الكمبيوتر في معهد عندما تعود الى المنزل فانها تطبق ماتعلمته وهذا يعني انتقال اثر التعلم .

8-المجال السلوكي:

هو الحيز المحيط بالذات من حيث أنها مصدر السلوك الذي تظهر فيه اثر قوي هذه الذات من حيث إنها تتفاعل مع بيئة خارجية تؤثر فيها وتتأثر بها
وتتحكم في المجال السلوكي مجموعتان من العوامل:

1- عوامل داخل الكائن الحي .   
 2-  عوامل داخل الكائن الحي .

وقد قامو بعمل تجربة على الكلب :
وكان من بين تجاربهم وضع الحيوان الجائع في قفص غير مغلق وواجهته من قضبان تمكن الحيوان من أن يرى من خلاله الطعام وعند وضع الكلب في هذا القفص لم يلبث أن قام بحركة التفاف بمجرد دخوله القفص دون ما تردد ولا تريث أو اندفاع إلى الأمام بينما بدا في سلوك  الدجاجة التخبط والمحاولات العمياء والاندفاع المباشرة كمحولة من واجهة القفص .



وهنا نشير إلى إن سلوك الكلب والذي يبدو فيه انه لاحظ وأدرك على حين فجاء العلاقة بين حركة الالتفاف والظفر بالطعام أي انه حل  المشكلة حين لاحظ الطريق المباشر إلى الطعام  لا يجدي هذا الحل الفجائي للمشكلة  والذي يقوم على الملاحظة وإدراك العلاقات هو التعلم بالاستبصار.


*******************

خصائص التعلم بالاستبصار :


1-لا يظهر الاستبصار ولا يتضح في تعلم الحيوانات الدنيا بينما يتضح في تعلم الحيوانات العليا مثل الشمبانزي لما لها من قدرة على الملاحظة وتتوقف قدرة الفرد على التعلم بالاستبصار على مستوى ذكاءه وعمره وخبراته.
2-دل الاستبصار كذلك على أن هذا النوع من التعلم تسبقه غالباً مرحلة من المحاولات والأخطاء الذهنية لدى الإنسان .
3-اتضح أيضاً أن الاستبصار قد لا يظهر على نحو فجائي بل قد يكون تدريجياً .
4- انتقال اثر التعلم .


*    *    *



نماذج تجارب التعلم بالاستبصار


تعتمد على ان الكائن الحي اذا وقع في موقف سوف يحاول حله حيث يبذل محاولات فاشلة وتأتي بعدها المحاولة الصحيحة بحيث لا يكرر المحاولة الفاشلة .























تجربة كوهلر على الكلب 

وضع الحيوان الجائع ( الكلب)  في قفص غير مغلق وواجهته من قضبان تمكن الحيوان من أن يرى من خلاله الطعام وعند وضع الكلب في هذا القفص لم يلبث أن قام بحركة التفاف بمجرد دخوله القفص دون ما تردد ولا تريث أو اندفاع إلى الأمام بينما بدا في سلوك  الدجاجة التخبط والمحاولات العمياء والاندفاع المباشرة كمحولة من واجهة القفص . 





عندما وضع الكلب في القفص يقوم بحركة التفاف مباشرة حتى يحصل على الطعام .


وهنا نشير إلى إن سلوك الكلب والذي يبدو فيه انه لاحظ وأدرك على حين فجاءت العلاقة بين حركة الالتفاف والظفر بالطعام أي انه حل  المشكلة حين لاحظ الطريق المباشر إلى الطعام  لا يجدي هذا الحل الفجائي للمشكلة  والذي يقوم على الملاحظة وإدراك العلاقات هو التعلم بالاستبصار





تجربة القرد والعصا :

قام كوهلر في هذه التجربة بإدخال قرد جائع في قفص وأغلق عليه الباب، ووضع إصبعا من الموز خارج القفص بحيث لا يستطيع القرد الإمساك به مباشرة باستخدام ذراعيه، ولقد وضع في أرضية القفص مع القرد عصا، ولقد لاحظ كوهلر أن القرد أمسك في البداية بإصبع الموز بأن أخرج ذراعيه من بين القضبان، إلا أنه فشل في ذلك لأن إصبع الموز كان بعيدا عن متناول يده، فجلس القرد في القفص وهو ينظر إلى هدفه (إصبع الموز) تارة وإلى العصا تارة أخرى، وفجأة تحرك القرد إلى العصا وأخذها واتجه بها نحو إصبع الموز والتقطه بها .




ونخرج من هذه التجربة بالمشاهدات التجريبية الآتية:
فتشير المشاهدات التجريبية أن القرد تمكن من الحصول على إصبع الموز عندما أدرك فجأة أن الحل الصحيح يلزمه استخدام العصا في الحصول على هدفه الموجود خارج القفص، فلقد أدرك العلاقات بين عناصر الموقف في تحقيق هدفه إلى أن ظهرت فجأة في ذهن القرد،وعندما حدث وأن استخدمها تمكن من حل المشكلة والوصول إلى هدفه. 





تجربة القرد والصندوق الخشبي :

قام كوهلر بإحضار قرد جائع الشمبانزي، ووضعه في قفص حديدي متسع بداخله صندوق خشبي ووضع إصبع الموز أعلى القفص الحديدي وربطها فيه، ووضع الصندوق الخشبي في مكان بعيد عن متناول الموز، ولقد لاحظ كوهلر أن القرد في البداية بدأ ينظر إلى إصبع الموز المعلق في سقف القفص الحديدي.
وحاول القرد القفز عدة مرات محاولا الحصول على الموز ولكنه فشل في ذلك لأن كوهلر قد علق إصبع الموز على مسافة عالية بحيث لا يستطيع القرد الحصول عليها بالقفز إلى أعلى، وعندما فشل في ذلك،ذهب القرد يتنقل بين إرجاء القفص ليحاول الحصول على إصبع الموز المعلق في سقف القفص، إلى أن شاهد القرد بالصدفة الصندوق الخشبي الموجود داخل القفص، ونظر القرد إليه وإلى إصبع الموز، وقام فجأة بتحريك الصندوق الخشبي حتى أصبح في موقع أسفل إصبع الموز، ومن ثم صعد أعلى الصندوق وحصل على إصبع الموز وأكله.
وعاود كوهلر التجربة مرة أخرى على القرد فلم يتردد القرد من أن يسلك بسرعة إلى إدراك الحل للموقف لأنه أدرك العلاقات القائمة بين عناصر الموقف(بين الصندوق والحصول على (الموزة)، وحتى عندما زود كوهلر عدد الصناديق الخشبية إلى أثنين ورفع مستوى الموز، فبعد محاولات توصل القرد إلى إدراك العلاقات وإلى الحل الصحيح .




تجربة القرد سلطان والعصا :

قام كوهلر بإحضار قرد أطلق عليه أسم (سلطان) وهو في حالة من الجوع،ووضعه في صندوق حديدي، ووضع معه بداخل الصندوق عصايتان حلزونيتين بحيث تدخل إحداهما في الأخرى لتشكل مستوى طول أكثر،وكانت إحداهما أطول من الأخرى، وقد وضعهما دون تركيب داخل القفص الحديدي، ووضع كوهلر خارج القفص إصبعا من الموز على مسافة بعيدة عن متناول يد القرد.
ولاحظ كوهلر سلوك القرد(سلطان)، فوجده ينظر إلى الموز الموجود خارج القفص، وقد حاول استخدام يديه من بين قضبان القفص الحديدي وفشل، وعندما نظر إلى العصايتان الموجدتان داخل القفص حاول أن يستخدمهما منفردة كل على حده ولكنه فشل في جذب إصبع الموز إليه.
وقد ساده بعد ذلك انفعالات شديدة وأصبح يضرب بكلتا يديه ورجليه قضبان القفص الحديدية ويصيح، وبعد محاولات متعددة، ساده اليأس وجلس فوق الصندوق الخشبي في داخل القفص وصار يلعب بالعصايتان حتى فجأة ركبت إحداهما في الأخرى وصارت على مسافة طول مناسبة، وظهرت على وجه القرد سلطان علامات السرور، وقفز متوجها نحو قضبان القفص المواجهة لإصبع الموز وجذبها إليه وتمكن من الوصول إلى الحل الصحيح.








تفسير عمليه التعلم في ضوء التجارب السابقة :


1- سلوك القرد صدر عن حالة التوتر النفسي التي وجد فيها أثناء التجربة لجوعه .
2- يهدف سلوك القرد إلى الحصول على قطعة الموزة وهي الشئ الوحيد لإزالة حالة التوتر أو لإشباع الدافع .
3- يوجد عائق يجول دون الوصول ألى الهدف وغزالة حالة التوتر .
4- بعد عدد من المحاولات الفاشلة استطاع القرد ان يدرك المجال الذي يحيط به إدراكاً واضحاً وكون علاقات ارتباطية لم يسبق أن وجدت في خبرته السابقة حتى يستعمل مثلا الصندوق كسلم نظراً لأنه ليس ثمة وسيلة للحصول على الطعام إلا باستعمال الصندوق في هذا الوضع الجديد .
5- مقدرة القرد على تغيير استجاباته بما يتفق والموقف التجريبي .
6- تميز عنصر التعلم بعنصر المفاجأة أي أن التقدم في سلوك الحيوان نحو حل المشكلة لم يكن تدريجيا .
7- تميز سلوك القرد في كل التجارب السابقة بالوحدة والغرض والوظيفة .
*   *   *   *   *


فيديو لبعض التجارب:







*****************








قوانين الجشطالت :


1- قانون التقارب : الأشياء المتقاربة في الزمان و المكان يسهل أدراكها على هيئة صيغ مستقلة بعكس الأشياء المتباعدة. 



2- قانون التشابه : الأشياء المتشابهة في الشكل أو في الحجم أو في اللون أو السرعة تدرك كصيغ.



3- قاون الاتصال : الأشياء المتصلة ، النقط التي تصل بينها خطوط ( مثلا) تدرك كصيغ بعكس الأشياء المتفردة التي لا علاقة تربطها بغيرها.



4- قانون الشمول : الأشياء تدرك كصيغة إذا كان يجمعها و يحتويها و يشملها فصور صفين متوازيين من الأشجار تعطي صيغة لطريق مجرد عدد من الأشجار.

5- قانون التماثل : الأشياء المتماثلة تبرز كصيغ و تنفرد عن غيرها من الوحدات التي يتضمنها مجال الإدراك.



6- قانون الغلق : الأشياء الناقصة تدعونا إلى إدراكها كاملة و إلى سد الثغرات أو الفتحات الموجودة بينها فالدائرة مثلا التي ينقصها جزء ندركها كدائرة و كذل الأجزاء التي لا تنضم مع بقية الشكل تنحو إلى الانتظام حتى ندرك الشكل ككل منتظم.



أهمية هذه التجارب للمعلمين والمربين :-
لقد جاءت تجارب كوهلر في وقت كان المعلمون في اشد حاجه الى ماتضمنته من افكار . فقد ساعدت افكار السلوكيين
وعلى رأسهم واطسن  الذي كان يرى مع تلاميذه ان البيئه بما لها من شد وجذب تؤثر في الكائن الحي الذي يستجيب لها بطرق اساسها الغباء . ومعنى هذا ان العوده الى نظره اكثر اتزانا كنظره كوهلر وكوفكا التى اكدا فيها مفهوم الاستبصار ودوره في التعلم كانت بمثابه امل جديد للمعلمين وغيرهم ممن راوا العوده الى احترام التفكير والفهم .
ولقد كان فضل كوهلر عظيما في تخليص الفكر السيكولوجي والتربوي من سيطره سلبيه واطسن وثورنديك .

* مثال لتطبيق الاستبصار في التعليم :

  • لقد كان فرتهيمر أهم قادة النموذج الجشطالتي الذين اهتموا بتطبيق مبادئه في الميدان التربوي وذلك باقتراح الطرق التي تساعد المعلمين على زيادة الاهتمام بالفهم  والتعلم الاستبصاري , وكان أهم هذه المقترحات ماجاء في كتابه الشهير (التفكير الإنتاجي ) ,وفيه اختار مادة الهندسة باعتبارها من أنسب المواد الدراسية لتطبيق مختلف المبادئ .

  •                       

  


كذلك كأن يشير المعلم في بداية الدرس إلى التلوث , المصانع , التغيرات المناخية فجميعها عناصر من الممكن أن يربط المتعلمين بينها ليتوصلوا بالنهاية إلى نتيجة ألا وهي أن كل هذه العناصر ساعدت في ظهور الأحتباس الحراري على الكرة الأرضية .






أهم خصائص التعلم بالاستبصار :

1-تتوقف قدرة الفرد على التعلم بالاستبصار على التالي"مستوى الذكاء-العمر الزمني-الخبرة السابقة
2-أن تكون عناصر الموقف فيمجال إدراك الفرد واستطاعته .
3-أن يكون هناك دافع للتعلم
4-المحاولات فيالبداية تكون فاشلة وهي تسبق المحاولة السليمة.
5-يحدث انتقال لأثر التعلم فيمواقف متشابهة وجديدة أي الاستفادة من الخبرة السابقة في المواقف الجديدة.
6-التعلم بالاستبصار يعني التعرف على القوانين الداخلية والترابط الدقيق للشيء الذي نتعلمه.
7-تجنب الاستبصار للتطبيق الآلي للقواعد النظرية دون اعتبار لملامح الموقف الهامة.
 8-احتمال الانطفاء أو النسيان ضعيف جداً عكس التعلم بالحفظ أنهسريع النسيان.
9-التعلم بالاستبصار يؤدي إلى أخطاء أقل.
10-الاستبصار هوبمثابة مكافأة للتعلم وهي فورية من خلال رؤية الحل وفهم العلاقات بين الأجزاء.
11-قد يكون الفهم ليس فجأة كما يذكرون وقد يكون جزئياً تدريجياً وخاصة إذا كان موضوع التعلم صعب.


*   *    *    *   *



تقييم وتطبيقات:

1/ يذكر أحمد زكي صالح مبينا أنه( ليس من الإنصاف أن نقرر أن نظرية الجشطالت حاولت أن تنمي نظرية في التعلم كما هو الحال عن ثورندايك أو الجشطالت منصبا على أساسه على عمليه الإدراك, وكان معالجتهم لمشاكل التعلم في جزء كبيرمنها, نتيجة لمجاراة الاتجاهات السائدة في الولايات المتحدة الأمريكية 
أو محاولة لتدعيم اتجاههم النظري وسط السلوكيين والشرطيين).

2/ أن الجشطالتيين قد أخرجوا علم النفس من النظريات التكوينية والترابطية التي ظلت مسيطرة فترة طويلة على تفكير العلماء. كما أخرجوا التعلم من نظرية ثورندايك التي ألغت دور الفهم والتفكير والملاحظة , ومن أهلية بافلوف في التعلم الشرطي التي حولت الكائن إلى آله تسجيل الاشتراطات المختلفة وتتخذها وحدات للتعلم والسلوك. فهم أعادوا للكائن الحي وللإنسان بصفة خاصة دوره كمخلوق قادر على الفهم والملاحظة واستعمالهما في حل المشكلات وفي زيادة خبراته عن طريق 
التعلم.

3/ أفادت أراء الجشطالت ونظريتهم في الحقل التربوي عامة وفي التعلم خاصة , وعندما أصبح الاهتمام يوجه إلى المبادئ الكلية في التعليم وفي طرق
التدريس ووضع المناهج بصفة خاصة . ومن الأمثلة التوضيحية على ذلك نجد 
الآتي:

أ/في تعليم الأطفال القراءة والكتابة يفضل إتباع الطريقة
الكلية أي البدء بتعليم الطفل جمل لها معنى ثم كلمات ثم حروف بدلا من الطريقة القديمة التي كان يقضي فيها الطفل وقتا طويلا في تعلم حروف لا معنى لها بالنسبه له.


ب/يلاحظ ايضا ان المعلمين قد استفادوا منها في إلقاء
الدروس وفي تأليف الكتب, فهم عند شرح أي موضوع
أو إلقاء درس يهتمون بإعطاء فكرة عامة كلية عن
الموضوع قبل شرح تفاصيله وتفهيمه للطلاب.



ج/كان إحدى نتائج نظرية الجشطالت كذلك, منهج الوحدات الذي تنتظم محتوياته في صورة موضوعات تتجمع حولها الحقائق المطلوب دراستها, والذي ساد المناهج 
الأخرى لمزاياه العديدة.

4/أن هناك تطبيقات كثيرة على قوانين التعلم بالاستبصار
فمثلا قانوني التشابه والتقارب يساعدان على التذكر
وقانون الإغلاق يعمل على تخليص الفرد من حالة
القلق والتوتر الناتجة من عدم الفهم مثلا . فإذا استمعنا
إلى محاضرة لم نفهمها عملنا عل إعاده تنظيم ما فهمنا
(مهما كانت قليلة) وأضفنا إليه إضافات أو حذفنا بعض
الأجزاء المهوشة حتى نخرج منها بفكرة نفهمها ونرضى عنها
. كذلك يعمل قانون الامتلاء على تذكر الحوادث ذات الصفة الإنفعالية ,فالسار منها 
يبقى كذلك حين نتذكرها والمخزن منها نحتفظ به بنفس الصفة ايضا.



5/ من المأخذ التي أخذت على نظرية الجشطالت أمرين هما:
أ/ يعتمد تفسيرهم لعملية التعلم على اساس حدوث الاستبصار والاستبصار لا يأتي عادة إلا بعد عدد من المحاولات يتصرف الكائن الحي أثنائها بالمحاولة والخطأ . فمتى تنتهي هذه المحاولات ومتى يأتي الاستبصار؟ وهذا شيء يصعب تحديده, ويصعب التنبؤ به.
ب/ يؤخذ على الجشطالت كذلك إهمالهم للدور الذي تقوم به الخبرة السابقة في مواقف الإدراك والتعلم وقصرهم الاهتمام على القوانين التي تنظم المجال الإدراكي, وهو إهمال كما يذكر إبراهيم وجيه ليس له مايبرره.

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا على المقال الشيق و المفيد
    يسرنى تشريفكم فى مدونتى "مدونة علم النفس"
    ما هى مدرسة الجشطالت؟

    ردحذف