السبت، 23 فبراير 2013





المقدمة :




الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين ، جدد الله به رسالة السماء ، وأحيا ببعثته سنة الأنبياء ، ونشر بدعوته آيات الهداية ، وأتم به مكارم الأخلاق وعلى آله وأصحابه..

لاشك  ان التعلم  شيء هام  في الحياة وان الأمم ترقى بالتعلم وتزدهر بها . فكل إنسان له الرغبة   في ان يتعلم الشيء الخافي عنه, كل إنسان لديه الفضول والتعلم بما يجري من حوله , والتعلم اساسيات ونظريات حددها علماء النفس الذين ايقنوا  ان التعلم يجب ان تكون له نظريات علمية فلسفية تزيد من اهميته.
تغير ثابت نسبيا في السلوك  نشأ عن نشاط يقوم به الفرد او عن التدريب أو الملاحظه ولا يكون نتيجة النضج الطبيعي أو الظروف العارضة.
اختلف العلماء في تفسير التعلم وظهرت عدة نظريات تحاول تفسيره ويمكن تفسيره ويمكن تصنيفها  إل ى صنفين:

1/النظريات الارتباطية وترى ان عملية التعلم تتلخص في عقد ارتباطات بين مثيرات واستجابات .ومنها: نظرية التعلم الشرطي, ونظرية المحاولة والخطأ ونظرية التدعيم.
2/ النظريات الادراكية :وهي ترى ان التعلم عملية فهم وتنظيم واستبصار ,واظهرها نظرية الجشطالت .. وهذا الصنف الذي سوف نتحدث عنه .




نشأة نظرية الجشطالت


 في العقد الثاني من القرن العشرين ظهرت بوادر النظرية
الجشطالتية،وقد بدأت بوادر هذه المدرسة في البحوث التي أجراها فرتهيمر في الحركة سنة 1912م، حيث تبنى له أن أشياء تتحرك ولكنها بالأصل والواقع لا تتحرك، مثل الشريط السينمائي _صورة لكنها تتحرك، وقد عمل فرتهيمر مع كوفكا وكوهلر، بتوضيح جوانب هذا المنهج.



وفي العقد الثالث من القرن العشرين بدأت تظهر المقالات المنهجية المنتظرة، وبدأ علماء النفس يبشرون بأهمية هذا التيار الجديد، الذي كان عقله الملهم فرتهيمر وبتجريب واستلهم به كوفكا وليفين وكوهلر (باترسون، 1992م: 329) .
إن السيكولوجيا الجشطالتية تعتبر ثورة على الثنائية الديكارتية التي ظهرت في القرن السابع عشر والتي قسمت العقل إلى جزيئات أولية من الأحاسيس والصور، كما أنها تعتبر تمرداً على الفرويدية أو علم النفس التحليلي الذي أغرق في البحث عن العناصر والجزيئات والقوانين وارتباطها وتركيبها.
لقد قاد فرتهيمر وكوفكا وكوهلر بصفتهم أقطاب هذه المدرسة تمرداً على ذلك الضرب من التحليل العقلي الذي كان يقوم به آنذاك فونت وتلامذته، وكانت حركتهم تمثل نوعاً جديداً من التحليل للخبرة الشعورية انطلاقاً من المجال الإدراكي (العزة وعبدالهادي، 1999: ص118).

والجشطالت كلمة ذات أصل ألماني وليس لها مرادف في جميع اللغات الأخرى، وقد ظهرت المدرسة الجشطالتية كرد فعل للمدرسة الترابطية والمعرفية . في العقد الثاني من القرن العشرين ظهرت بوادر النظرية

الجشطالتية،وقد بدأت بوادر هذه المدرسة في البحوث التي أجراها فرتهيمر في الحركة سنة 1912م، حيث تبنى له أن أشياء تتحرك ولكنها بالأصل والواقع لا تتحرك، مثل الشريط السينمائي _صورة لكنها تتحرك، وقد عمل فرتهيمر مع كوفكا وكوهلر، بتوضيح جوانب هذا المنهج.



وفي العقد الثالث من القرن العشرين بدأت تظهر المقالات المنهجية المنتظرة، وبدأ علماء النفس يبشرون بأهمية هذا التيار الجديد، الذي كان عقله الملهم فرتهيمر وبتجريب واستلهم به كوفكا وليفين وكوهلر (باترسون، 1992م: 329) .
إن السيكولوجيا الجشطالتية تعتبر ثورة على الثنائية الديكارتية التي ظهرت في القرن السابع عشر والتي قسمت العقل إلى جزيئات أولية من الأحاسيس والصور، كما أنها تعتبر تمرداً على الفرويدية أو علم النفس التحليلي الذي أغرق في البحث عن العناصر والجزيئات والقوانين وارتباطها وتركيبها.
لقد قاد فرتهيمر وكوفكا وكوهلر بصفتهم أقطاب هذه المدرسة تمرداً على ذلك الضرب من التحليل العقلي الذي كان يقوم به آنذاك فونت وتلامذته، وكانت حركتهم تمثل نوعاً جديداً من التحليل للخبرة الشعورية انطلاقاً من المجال الإدراكي (العزة وعبدالهادي، 1999: ص118).

والجشطالت كلمة ذات أصل ألماني وليس لها مرادف في جميع اللغات الأخرى، وقد ظهرت المدرسة الجشطالتية كرد فعل للمدرسة الترابطية والمعرفية ، وقد أسس هذا الاتجاه الإرشادي فردريك بيرلز، وقد بدأ حياته المهنية بممارسة التحليل النفسي التقليدي ثم تبنى بعد ذلك وجهة نظر مغايرة للمفاهيم التقليدية.
مفاهيم النظرية الرئيسية Major. Concepts:

1- التنظيم الإدراكي Perceptual Organization: يميل الفرد لإدراك الأشياء والمواقف ككليات، وبما أن الكل هو الذي يحدد الجزء وليس العكس، فإن العضوية تميل إلى تنظيم مدركاتها وإتمام ما ينقصها من أجل التقليل من التوتر الذي يسببه عدم التنظيم، لذا فإن محاولة الشخص تشكيل صورة متكاملة دليل على صحته ونموه العقلي السليم ويتم ذلك حسب قاعدة الإغلاق. 
يأتي التأكيد الجشطالتي على كون التنظيم السيكولوجي للفرد يتحرك باتجاه الكل والكل أكبر من مجموع أجزائه، ولذا فإن الكل هو الذي يقرر الأجزاء ويرى بيرلز أنه لا فرق بين النشاط العقلي والنشاط الجسمي وأي جزء من جوانب سلوك الفرد يعبر وينظر له كمظهر من مظاهر الكل والفرد يسعى لتنظيم مدركاته بشكل كلي.

2-الاستبصار Lnsight Learning أو التعلم بالاستبصار: ويعني إعادة تنظيم خبرات الفرد السابقة لتأخذ معنى جديداً، وكلما كان الإدراك واضحاً، كان الاستبصار للمواقف فعالً ويمكن الفرد من حل مشكلاته.
سعي الفرد لحل مشكلاته فإنه يعيد باستمرار تركيب ميدان تجربته وباختصار فإن سيكولوجية الجشطالت توضح كيف يمكن للإدراك الواعي للعالم أن يزود الفرد بمعلومات سيكولوجية هامة.

3- التأكيد على هنا والآن Here and Nowemphais: يركز هذا المفهوم على الموقف الحاضر ولم يأخذ بعين الاعتبار الماضي لأنه حدث، كما لم يهتم بالمستقبل لأنه لم يحدث.
ولعل هذا المفهوم من المفاهيم الجوهرية بل جوهر نظرية العلاج الجشطالتي، وهو مبدأ التأكيد على الحاضر، الماضي قد ذهب والمستقبل لم يأتي بعد، ويفسر بيرلز فقدان قوة الحاضر نتيجة التفكير بالمستقبل يسبب للفرد القلق.

4- الكلية Holism Concept: يعتبر هذا المفهوم أساس النظرية، ويعني أن الكل أكبر من مجموع أجزائه، ولذا كانت النظرة الكلية هي سلوك الكائن ككل وليس كأجزاء، وأن العقل والجسم ليسا كيانين، وإنما كيان واحد وأنه لا يمكن الفصل بين الجوانب الجسمية والانفعالية للإنسان
.
5- الوعي والمسؤولية: أكد بيرلز على أهمية نمو الفرد لتتوسع مجالات الوعي عن ذاته، فالوعي هو العملية التي نتمكن فيها من التعرف على ما نفكر به وما نشعر فيه وما نفعله، وبالوعي نستطيع أن تحدد ما نفكر ونشعر .. إلخ
.
6- الأعمال غير المنتهية: وهي غير مشبعة وتبقى ناقصة تهدد سلوك الفرد وتجعله محبط
.


7- الطاقة ومعوقاتها: وهو نمو الفرد ونضجه وهو الانتقال من الدعم البيئي للدعم الذاتي.

8- التكامل: تتكون العضوية من مجموعة أعضاء لكل منها وظيفة خاصة وضرورية للأعضاء الأخرى، والإنسان كل متكامل يشعر ويفكر ويسلك كوحدة كاملة ولا يؤمن بيرلز بالازدواجية في العقل والجسم والروح والشعور والفكر والعمل وأكد على أهمية الخبرة والتجربة أكثر من اهتمامه بالفلسفة، ورفض مفهوم العوامل الداخلية والخارجية وتأثيرها على الإنسان مسئول عن نفسه وعن حياته ومعيشته وأن السؤال المهم يكمن في معرفة كيفية حدوث الشيء وليس السبب في حدوثه
.


9- الأنا الأعلى والأنا الأسفل: انبثقت هذه الفكرة في الاختلاف وعدم التشابه مثل ظاهرة النور والظلام ونظراً لتأثر بيرلز بالتحليل الفرويدي لمصطلح

  Supper Ego فقد استبدلها بالأنا الأعلى، والأنا الأسفل، ويرى أنها أقسام 
للذات فالأنا العليا تتصف بالميل للتسلط والاستقامة وهي دائماً قوية.


10- وسائل الأنا الدفاعية: العصابين لا يميزون بين أنفسهم وبقية من حولهم ونحن نتعامل مع البيئة بشكل سلبي:

‌أ- التشرب: تقليد الآخرين يكل شيء دون تنظيم وبعض العادات التي يكتسبها الفرد تصبح غريبة ومنبوذة.
‌ب- الإسقاط: بسبب عدم التمييز بين العالم الداخلي والخارجي فيقوم الفرد بإنكار ما لا يتناسب مع ذاته ونكره للآخرين وتجنبه المسئولية.
‌ج- التراجع: توجيه عدوانه أو طاقاته للذات (اللوم) بدلاً من توجيها للبيئة. (الخواجا، 2002م: 174 – 181)


 *    *    *



نبذة عن مؤسسو النظريه ونشأتها
مؤسسو حركة الجشطالت :



ماكس فريتمر :


ولد بمدينة براجو بألمانيا وانتهى من دراسة الجيمنزيم وهو في الثامنة عشرة من عمره ثم درس القانون واتجه بعده فجأة إلي دراسة الفلسفة مع علم النفس في جامعة برلين وإن حصل على درجته العلمية الجامعية من جامعة فرزبورج 1904كذلك درجة الأستاذية من جامعة فرانكفورت 1929 وخلال الحرب العالمية الأولى أسهم فرتيمر فيها من خلال أبحاثه التي تخص عمل التصنت علي الغواصات البحرية . كان فرتيمر من أوائل الذين هاجروا إلى أمريكا فوصل نيويورك عام1913 وقضي بها بقية حياته إلى أن وافته المنية بها وكانت سنوات إقامته بها حافلة بالمناشط والأبحاث التربوية وإن كانت أقل الإنتاج عددا بين مؤسسي حركة الجشطلت كما أجمع المؤرخون . 

كيرت كوفكا  :

تلقى تعليمه حيث ولد بألمانيا،ودرس العلوم والفلسفة في شبابه في جامعة أدنبرة (1903ـ 1904) وبعد عودته إلى برلين درس علم النفس وحصل على درجته العلمية عام 1909 تحت إشراف كارل ستمف ، وبدأ مشوار العمل مع فرتيمر وكهلر وفي عام 1911 عمل بجامعة جيشن التي تبعد عن فرانكفورت بأربعين كيلومتر حتى عام 1924وعمل خلالها بوحدة للطب النفسي اهتم فيها بمعالجة أمراض الكلام وحالات الانهيار العصبي ، وبعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى أصبح علم النفس الأمريكي على دراية بحركة الجشطلت ومن ثم طلب من كوفكا أن يكتب عن الجشطلت 
فخط كتابه (الإدراك ـ مقدمة لنظرية الجشطلت) قدم فيه المفاهيم 
الأساسية للجشطلت وعلي الرغم من أهمية هذا الكتاب إلا أنه عرقل من انتشار الجشطلت في أمريكا إذ أوحى عنوان الكتاب باقتصار الجشطلت في دراستها علي موضوع الإدراك ، وفي عام 1921نشر كوفكا كتابه (نمو العقل) وهو كتاب في علم نفس الطفل 
ولاقى نجاحا كبيرا في ألمانيا وأمريكا ثم عمل كوفكا أستاذا زائرا بجامعةكورنل وسميث عام 1927 ، وفي عام 1933 قام بدراسات على شعوب وسط آسيا ثم توفر بعد ذلك على تأليف كتابه (مبادئ علم نفس الجشطالت ) .



كوهلر :

ولد بمنطقة البلطيق وانتقلت أسرته إلى شمال ألمانيا وتلقي كوهلر تعليمه في جامعات توبنجن وبون وبرلين وحصل على إجازته العلمية من جامعة برلي تحت إشراف كارل ستمف ،وفي عام 1913 دعته الأكاديمية الروسية إلى تنريف إحدى جزر الكناري لعمل دراسة على الشمبانزي ثم حالت الحرب العالمية الأولى دون مغادرته تنريف بعد إقامته بها ستة أشهر وأنجز عمله الرائع هناك (عقلية القردة) ثم عاد كوهلر إلى ألمانيا عام 1920 وخلف مكان كارل ستمف في جامعة برلين وحاضر في جامعة كلارك وهارفورد ،ترك كهلرألمانيا عام1935 بسبب صراعه المستمر مع النازي وعلى الرغم من أن 
كوهلر لم يكن يهوديا إلا أنه طرد ضمن حركات طرد اليهود ولقد منح كوهلر جائزة الإنتاج التميز من جمعية علم النفس الأمريكية وكانت كتابات كوهلر من المظهر الممتاز لحركة الجشطلت ،وكان كوهلر من مشجعي تطبيق الفيزياء في المجالات الأساسية لعلم النفس .







المفاهيم الاساسية للنظرية 







1-الجشطالت :


الكلمة الألمانية و معناها الكل المترابط الاجزاء بانتظام وإتقان أو هو كل متكامل كل جزء فيه له مكانة ودوره ووظيفته التي تتطلبها طبيعة الكل . والجشطالت ليس معناه المجموع . مثال : لو نظرنا الى السيارة وجدنا انها تتكون من عدة اجزاء مثل العجلات والمقود والبطاريه والماكينة وغيرها وكل جزء يؤدي وضيفة معينة وهذه الاجزاء تتكون مع بعض لتكون السياره ككل متكامل .

2-الاستبصار : (التآمل :

وهو الإدراك العقلي المباشر للعلاقات بين أجزاء الموقف وفهم طريقة عمله وكيفية الوصول إلى الحل المناسب له . وكلما كان الإدراك واضحاً، كان الاستبصار للمواقف فعالً ويمكن الفرد من حل مشكلاته.
مثال : إذا واجهت طالبة مشكلة ما عليها بأن تكون واعية ومدركة لخطورة المشكلة وبالتالي إذا ادركت المشكلة سوف تكون لها القدرة على ايجاد حلول مناسبة لها
. مثل : تجربة القرد حين استطاع ان يربط بين الصندوق الموجود في الحظيرة والموز واستخدمة كوسيله للوصول الى الموز .

3-الفهم :

الاستبصار هو تحقيق الفهم الكامل للأشياء ويكون التعلم قد تم حصوله إذا كان هناك استبصار . والفهم هو هدف التعلم عند أصحاب الجشطالت . الكلب استطاع ان يفهم ان الصندوق يمكن ان يكون وسيلة للحصول على الموز .




4- التنظيم                                          

تنظيم الجشطالت أي انه جشطالت تم تنظيمه بطريقة خاصة ومميزة وفهم تلك البنية يعني فهم طريقة تنظيمه وقد كان تكوين مبادئ التنظيم الجشطالتيه للإدراك إسهاما رئيسيا لهذه المدرسة وقد انتقلت المبادئ مباشرة إلى سيكولوجية التعلم  مثل الكلب حين نظم الصناديق بطريقة تسهل له الوصول الى الموز .

5-إعادة التنظيم:

إذا استطاعت الكائنات الحية إدراك وفهم كل موقف جديد بصورة مباشرة وصحيحة وبدون أي صعوبات فمعنى هذا انه لا توجد حاجات للتعلم. ولكن الكثير من المشكلات تتم بصورة يصعب حلها إذا ما واجهناها لأول مرة بسبب غموض معناها ولا يصبح الحل ممكنا إلا إذا أمكن التعرف بوضوح على الملامح الرئيسية للمشكلة. وظهرت بعض الدلائل التي تجعل من الحل امرا ممكنا وهكذا فان التعلم  غالبا ما ينطوي على تفسير ادراكنا الأول للموقف المشكل وإعادة تنظيم  الإدراك حتى نحقق النجاح .

6- المعنى:

إن التعلم الحقيقي لا يتطلب إقامة ارتباطات تحكمية بين العناصر غير المترابطة بل إن السياق التعليمي لا يتطلب إقامة المعنى بل يطوي على الانتقال من موقف تكون فيه الأشياء لا معنى لها إلى موقف تكون فيه العلاقات بين الأجزاء مفهومه وذات معنى فخاصية المعنى وليس الارتباط الأعمى هو الذي يمثل السمة المميزة للتعلم الحقيقي  . مثل : لو عرضت على طالبات المرحلة الابتدائية اشكال هندسيه وفواكه فسوف يقومون بالربط بينها عشوائياً  . ومن الصعب ان تربطي بين عناصر غير مترابطه . مثال : مثل لو رسمت للطالبات مثلث بضلعين ولم ارسم الثالث فهذا لايعد له معنى .

7-الانتقال:                            



ويعني انتقال الاستبصار الذي تم الحصول عليه إلى مواقف أخرى تشبه في بنيتها الموقف الأول ولكنها لا تختلف عنه إلا في التفاصيل السطحية فالتعلم الأعمى القائم على الارتباط من غير المحتمل إن يكون قابلا للتعميم إلى المواقف الأخرى ذات الصلة أو إلى المشكلات المشابهة  والاستبصار الحقيقي هو الذي ينتقل إلى المجالات المرتبطة . مثل الطالبة التي تتعلم الكمبيوتر في معهد عندما تعود الى المنزل فانها تطبق ماتعلمته وهذا يعني انتقال اثر التعلم .

8-المجال السلوكي:

هو الحيز المحيط بالذات من حيث أنها مصدر السلوك الذي تظهر فيه اثر قوي هذه الذات من حيث إنها تتفاعل مع بيئة خارجية تؤثر فيها وتتأثر بها
وتتحكم في المجال السلوكي مجموعتان من العوامل:

1- عوامل داخل الكائن الحي .   
 2-  عوامل داخل الكائن الحي .

وقد قامو بعمل تجربة على الكلب :
وكان من بين تجاربهم وضع الحيوان الجائع في قفص غير مغلق وواجهته من قضبان تمكن الحيوان من أن يرى من خلاله الطعام وعند وضع الكلب في هذا القفص لم يلبث أن قام بحركة التفاف بمجرد دخوله القفص دون ما تردد ولا تريث أو اندفاع إلى الأمام بينما بدا في سلوك  الدجاجة التخبط والمحاولات العمياء والاندفاع المباشرة كمحولة من واجهة القفص .



وهنا نشير إلى إن سلوك الكلب والذي يبدو فيه انه لاحظ وأدرك على حين فجاء العلاقة بين حركة الالتفاف والظفر بالطعام أي انه حل  المشكلة حين لاحظ الطريق المباشر إلى الطعام  لا يجدي هذا الحل الفجائي للمشكلة  والذي يقوم على الملاحظة وإدراك العلاقات هو التعلم بالاستبصار.


*******************

خصائص التعلم بالاستبصار :


1-لا يظهر الاستبصار ولا يتضح في تعلم الحيوانات الدنيا بينما يتضح في تعلم الحيوانات العليا مثل الشمبانزي لما لها من قدرة على الملاحظة وتتوقف قدرة الفرد على التعلم بالاستبصار على مستوى ذكاءه وعمره وخبراته.
2-دل الاستبصار كذلك على أن هذا النوع من التعلم تسبقه غالباً مرحلة من المحاولات والأخطاء الذهنية لدى الإنسان .
3-اتضح أيضاً أن الاستبصار قد لا يظهر على نحو فجائي بل قد يكون تدريجياً .
4- انتقال اثر التعلم .


*    *    *



نماذج تجارب التعلم بالاستبصار


تعتمد على ان الكائن الحي اذا وقع في موقف سوف يحاول حله حيث يبذل محاولات فاشلة وتأتي بعدها المحاولة الصحيحة بحيث لا يكرر المحاولة الفاشلة .























تجربة كوهلر على الكلب 

وضع الحيوان الجائع ( الكلب)  في قفص غير مغلق وواجهته من قضبان تمكن الحيوان من أن يرى من خلاله الطعام وعند وضع الكلب في هذا القفص لم يلبث أن قام بحركة التفاف بمجرد دخوله القفص دون ما تردد ولا تريث أو اندفاع إلى الأمام بينما بدا في سلوك  الدجاجة التخبط والمحاولات العمياء والاندفاع المباشرة كمحولة من واجهة القفص . 





عندما وضع الكلب في القفص يقوم بحركة التفاف مباشرة حتى يحصل على الطعام .


وهنا نشير إلى إن سلوك الكلب والذي يبدو فيه انه لاحظ وأدرك على حين فجاءت العلاقة بين حركة الالتفاف والظفر بالطعام أي انه حل  المشكلة حين لاحظ الطريق المباشر إلى الطعام  لا يجدي هذا الحل الفجائي للمشكلة  والذي يقوم على الملاحظة وإدراك العلاقات هو التعلم بالاستبصار





تجربة القرد والعصا :

قام كوهلر في هذه التجربة بإدخال قرد جائع في قفص وأغلق عليه الباب، ووضع إصبعا من الموز خارج القفص بحيث لا يستطيع القرد الإمساك به مباشرة باستخدام ذراعيه، ولقد وضع في أرضية القفص مع القرد عصا، ولقد لاحظ كوهلر أن القرد أمسك في البداية بإصبع الموز بأن أخرج ذراعيه من بين القضبان، إلا أنه فشل في ذلك لأن إصبع الموز كان بعيدا عن متناول يده، فجلس القرد في القفص وهو ينظر إلى هدفه (إصبع الموز) تارة وإلى العصا تارة أخرى، وفجأة تحرك القرد إلى العصا وأخذها واتجه بها نحو إصبع الموز والتقطه بها .




ونخرج من هذه التجربة بالمشاهدات التجريبية الآتية:
فتشير المشاهدات التجريبية أن القرد تمكن من الحصول على إصبع الموز عندما أدرك فجأة أن الحل الصحيح يلزمه استخدام العصا في الحصول على هدفه الموجود خارج القفص، فلقد أدرك العلاقات بين عناصر الموقف في تحقيق هدفه إلى أن ظهرت فجأة في ذهن القرد،وعندما حدث وأن استخدمها تمكن من حل المشكلة والوصول إلى هدفه. 





تجربة القرد والصندوق الخشبي :

قام كوهلر بإحضار قرد جائع الشمبانزي، ووضعه في قفص حديدي متسع بداخله صندوق خشبي ووضع إصبع الموز أعلى القفص الحديدي وربطها فيه، ووضع الصندوق الخشبي في مكان بعيد عن متناول الموز، ولقد لاحظ كوهلر أن القرد في البداية بدأ ينظر إلى إصبع الموز المعلق في سقف القفص الحديدي.
وحاول القرد القفز عدة مرات محاولا الحصول على الموز ولكنه فشل في ذلك لأن كوهلر قد علق إصبع الموز على مسافة عالية بحيث لا يستطيع القرد الحصول عليها بالقفز إلى أعلى، وعندما فشل في ذلك،ذهب القرد يتنقل بين إرجاء القفص ليحاول الحصول على إصبع الموز المعلق في سقف القفص، إلى أن شاهد القرد بالصدفة الصندوق الخشبي الموجود داخل القفص، ونظر القرد إليه وإلى إصبع الموز، وقام فجأة بتحريك الصندوق الخشبي حتى أصبح في موقع أسفل إصبع الموز، ومن ثم صعد أعلى الصندوق وحصل على إصبع الموز وأكله.
وعاود كوهلر التجربة مرة أخرى على القرد فلم يتردد القرد من أن يسلك بسرعة إلى إدراك الحل للموقف لأنه أدرك العلاقات القائمة بين عناصر الموقف(بين الصندوق والحصول على (الموزة)، وحتى عندما زود كوهلر عدد الصناديق الخشبية إلى أثنين ورفع مستوى الموز، فبعد محاولات توصل القرد إلى إدراك العلاقات وإلى الحل الصحيح .




تجربة القرد سلطان والعصا :

قام كوهلر بإحضار قرد أطلق عليه أسم (سلطان) وهو في حالة من الجوع،ووضعه في صندوق حديدي، ووضع معه بداخل الصندوق عصايتان حلزونيتين بحيث تدخل إحداهما في الأخرى لتشكل مستوى طول أكثر،وكانت إحداهما أطول من الأخرى، وقد وضعهما دون تركيب داخل القفص الحديدي، ووضع كوهلر خارج القفص إصبعا من الموز على مسافة بعيدة عن متناول يد القرد.
ولاحظ كوهلر سلوك القرد(سلطان)، فوجده ينظر إلى الموز الموجود خارج القفص، وقد حاول استخدام يديه من بين قضبان القفص الحديدي وفشل، وعندما نظر إلى العصايتان الموجدتان داخل القفص حاول أن يستخدمهما منفردة كل على حده ولكنه فشل في جذب إصبع الموز إليه.
وقد ساده بعد ذلك انفعالات شديدة وأصبح يضرب بكلتا يديه ورجليه قضبان القفص الحديدية ويصيح، وبعد محاولات متعددة، ساده اليأس وجلس فوق الصندوق الخشبي في داخل القفص وصار يلعب بالعصايتان حتى فجأة ركبت إحداهما في الأخرى وصارت على مسافة طول مناسبة، وظهرت على وجه القرد سلطان علامات السرور، وقفز متوجها نحو قضبان القفص المواجهة لإصبع الموز وجذبها إليه وتمكن من الوصول إلى الحل الصحيح.








تفسير عمليه التعلم في ضوء التجارب السابقة :


1- سلوك القرد صدر عن حالة التوتر النفسي التي وجد فيها أثناء التجربة لجوعه .
2- يهدف سلوك القرد إلى الحصول على قطعة الموزة وهي الشئ الوحيد لإزالة حالة التوتر أو لإشباع الدافع .
3- يوجد عائق يجول دون الوصول ألى الهدف وغزالة حالة التوتر .
4- بعد عدد من المحاولات الفاشلة استطاع القرد ان يدرك المجال الذي يحيط به إدراكاً واضحاً وكون علاقات ارتباطية لم يسبق أن وجدت في خبرته السابقة حتى يستعمل مثلا الصندوق كسلم نظراً لأنه ليس ثمة وسيلة للحصول على الطعام إلا باستعمال الصندوق في هذا الوضع الجديد .
5- مقدرة القرد على تغيير استجاباته بما يتفق والموقف التجريبي .
6- تميز عنصر التعلم بعنصر المفاجأة أي أن التقدم في سلوك الحيوان نحو حل المشكلة لم يكن تدريجيا .
7- تميز سلوك القرد في كل التجارب السابقة بالوحدة والغرض والوظيفة .
*   *   *   *   *


فيديو لبعض التجارب:







*****************








قوانين الجشطالت :


1- قانون التقارب : الأشياء المتقاربة في الزمان و المكان يسهل أدراكها على هيئة صيغ مستقلة بعكس الأشياء المتباعدة. 



2- قانون التشابه : الأشياء المتشابهة في الشكل أو في الحجم أو في اللون أو السرعة تدرك كصيغ.



3- قاون الاتصال : الأشياء المتصلة ، النقط التي تصل بينها خطوط ( مثلا) تدرك كصيغ بعكس الأشياء المتفردة التي لا علاقة تربطها بغيرها.



4- قانون الشمول : الأشياء تدرك كصيغة إذا كان يجمعها و يحتويها و يشملها فصور صفين متوازيين من الأشجار تعطي صيغة لطريق مجرد عدد من الأشجار.

5- قانون التماثل : الأشياء المتماثلة تبرز كصيغ و تنفرد عن غيرها من الوحدات التي يتضمنها مجال الإدراك.



6- قانون الغلق : الأشياء الناقصة تدعونا إلى إدراكها كاملة و إلى سد الثغرات أو الفتحات الموجودة بينها فالدائرة مثلا التي ينقصها جزء ندركها كدائرة و كذل الأجزاء التي لا تنضم مع بقية الشكل تنحو إلى الانتظام حتى ندرك الشكل ككل منتظم.



أهمية هذه التجارب للمعلمين والمربين :-
لقد جاءت تجارب كوهلر في وقت كان المعلمون في اشد حاجه الى ماتضمنته من افكار . فقد ساعدت افكار السلوكيين
وعلى رأسهم واطسن  الذي كان يرى مع تلاميذه ان البيئه بما لها من شد وجذب تؤثر في الكائن الحي الذي يستجيب لها بطرق اساسها الغباء . ومعنى هذا ان العوده الى نظره اكثر اتزانا كنظره كوهلر وكوفكا التى اكدا فيها مفهوم الاستبصار ودوره في التعلم كانت بمثابه امل جديد للمعلمين وغيرهم ممن راوا العوده الى احترام التفكير والفهم .
ولقد كان فضل كوهلر عظيما في تخليص الفكر السيكولوجي والتربوي من سيطره سلبيه واطسن وثورنديك .

* مثال لتطبيق الاستبصار في التعليم :

  • لقد كان فرتهيمر أهم قادة النموذج الجشطالتي الذين اهتموا بتطبيق مبادئه في الميدان التربوي وذلك باقتراح الطرق التي تساعد المعلمين على زيادة الاهتمام بالفهم  والتعلم الاستبصاري , وكان أهم هذه المقترحات ماجاء في كتابه الشهير (التفكير الإنتاجي ) ,وفيه اختار مادة الهندسة باعتبارها من أنسب المواد الدراسية لتطبيق مختلف المبادئ .

  •                       

  


كذلك كأن يشير المعلم في بداية الدرس إلى التلوث , المصانع , التغيرات المناخية فجميعها عناصر من الممكن أن يربط المتعلمين بينها ليتوصلوا بالنهاية إلى نتيجة ألا وهي أن كل هذه العناصر ساعدت في ظهور الأحتباس الحراري على الكرة الأرضية .






أهم خصائص التعلم بالاستبصار :

1-تتوقف قدرة الفرد على التعلم بالاستبصار على التالي"مستوى الذكاء-العمر الزمني-الخبرة السابقة
2-أن تكون عناصر الموقف فيمجال إدراك الفرد واستطاعته .
3-أن يكون هناك دافع للتعلم
4-المحاولات فيالبداية تكون فاشلة وهي تسبق المحاولة السليمة.
5-يحدث انتقال لأثر التعلم فيمواقف متشابهة وجديدة أي الاستفادة من الخبرة السابقة في المواقف الجديدة.
6-التعلم بالاستبصار يعني التعرف على القوانين الداخلية والترابط الدقيق للشيء الذي نتعلمه.
7-تجنب الاستبصار للتطبيق الآلي للقواعد النظرية دون اعتبار لملامح الموقف الهامة.
 8-احتمال الانطفاء أو النسيان ضعيف جداً عكس التعلم بالحفظ أنهسريع النسيان.
9-التعلم بالاستبصار يؤدي إلى أخطاء أقل.
10-الاستبصار هوبمثابة مكافأة للتعلم وهي فورية من خلال رؤية الحل وفهم العلاقات بين الأجزاء.
11-قد يكون الفهم ليس فجأة كما يذكرون وقد يكون جزئياً تدريجياً وخاصة إذا كان موضوع التعلم صعب.


*   *    *    *   *



تقييم وتطبيقات:

1/ يذكر أحمد زكي صالح مبينا أنه( ليس من الإنصاف أن نقرر أن نظرية الجشطالت حاولت أن تنمي نظرية في التعلم كما هو الحال عن ثورندايك أو الجشطالت منصبا على أساسه على عمليه الإدراك, وكان معالجتهم لمشاكل التعلم في جزء كبيرمنها, نتيجة لمجاراة الاتجاهات السائدة في الولايات المتحدة الأمريكية 
أو محاولة لتدعيم اتجاههم النظري وسط السلوكيين والشرطيين).

2/ أن الجشطالتيين قد أخرجوا علم النفس من النظريات التكوينية والترابطية التي ظلت مسيطرة فترة طويلة على تفكير العلماء. كما أخرجوا التعلم من نظرية ثورندايك التي ألغت دور الفهم والتفكير والملاحظة , ومن أهلية بافلوف في التعلم الشرطي التي حولت الكائن إلى آله تسجيل الاشتراطات المختلفة وتتخذها وحدات للتعلم والسلوك. فهم أعادوا للكائن الحي وللإنسان بصفة خاصة دوره كمخلوق قادر على الفهم والملاحظة واستعمالهما في حل المشكلات وفي زيادة خبراته عن طريق 
التعلم.

3/ أفادت أراء الجشطالت ونظريتهم في الحقل التربوي عامة وفي التعلم خاصة , وعندما أصبح الاهتمام يوجه إلى المبادئ الكلية في التعليم وفي طرق
التدريس ووضع المناهج بصفة خاصة . ومن الأمثلة التوضيحية على ذلك نجد 
الآتي:

أ/في تعليم الأطفال القراءة والكتابة يفضل إتباع الطريقة
الكلية أي البدء بتعليم الطفل جمل لها معنى ثم كلمات ثم حروف بدلا من الطريقة القديمة التي كان يقضي فيها الطفل وقتا طويلا في تعلم حروف لا معنى لها بالنسبه له.


ب/يلاحظ ايضا ان المعلمين قد استفادوا منها في إلقاء
الدروس وفي تأليف الكتب, فهم عند شرح أي موضوع
أو إلقاء درس يهتمون بإعطاء فكرة عامة كلية عن
الموضوع قبل شرح تفاصيله وتفهيمه للطلاب.



ج/كان إحدى نتائج نظرية الجشطالت كذلك, منهج الوحدات الذي تنتظم محتوياته في صورة موضوعات تتجمع حولها الحقائق المطلوب دراستها, والذي ساد المناهج 
الأخرى لمزاياه العديدة.

4/أن هناك تطبيقات كثيرة على قوانين التعلم بالاستبصار
فمثلا قانوني التشابه والتقارب يساعدان على التذكر
وقانون الإغلاق يعمل على تخليص الفرد من حالة
القلق والتوتر الناتجة من عدم الفهم مثلا . فإذا استمعنا
إلى محاضرة لم نفهمها عملنا عل إعاده تنظيم ما فهمنا
(مهما كانت قليلة) وأضفنا إليه إضافات أو حذفنا بعض
الأجزاء المهوشة حتى نخرج منها بفكرة نفهمها ونرضى عنها
. كذلك يعمل قانون الامتلاء على تذكر الحوادث ذات الصفة الإنفعالية ,فالسار منها 
يبقى كذلك حين نتذكرها والمخزن منها نحتفظ به بنفس الصفة ايضا.



5/ من المأخذ التي أخذت على نظرية الجشطالت أمرين هما:
أ/ يعتمد تفسيرهم لعملية التعلم على اساس حدوث الاستبصار والاستبصار لا يأتي عادة إلا بعد عدد من المحاولات يتصرف الكائن الحي أثنائها بالمحاولة والخطأ . فمتى تنتهي هذه المحاولات ومتى يأتي الاستبصار؟ وهذا شيء يصعب تحديده, ويصعب التنبؤ به.
ب/ يؤخذ على الجشطالت كذلك إهمالهم للدور الذي تقوم به الخبرة السابقة في مواقف الإدراك والتعلم وقصرهم الاهتمام على القوانين التي تنظم المجال الإدراكي, وهو إهمال كما يذكر إبراهيم وجيه ليس له مايبرره.